يعد تغير حجم السكان من أبرز نتائج الهجرة، وتتحدد ملامح هذا التغير في اتجاهين عكسيين أحدهما يتمثل في زيادة السكان في المناطق المستقبلة سواء كانت مدنا أو مناطق زراعية حديثة العهد بالاستيطان، والآخر يتمثل في تناقص عدد السكان في المناطق المرسلة "مناطق الأصل" خاصة الريف الذي يتعرض باستمرار لتناقص سكاني عز وجلepopulation بسبب الهجرة والمغادرة.
وتبدو هذه الظاهرة بجلاء في الهجرة الدولية بين مناطق الطرد ومناطق الجذب ولعل في أيرلنده والولايات المتحدة ما يدل على ذلك خاصة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ففي سنة 1819 كان عدد سكان الولايات المتحدة 5.8 مليون نسمة ارتفع هذا الرقم ليصل إلى 76 مليون نسمة في أوائل القرن العشرين ثم إلى 180 مليون نسمة في سنة 1960.
ويرجع هذا النمو السكاني الكبير إلى الزيادة الطبيعية والهجرة الوافدة والواقع أن دور الهجرة في هذه الزيادة كان كبيرا تراوح بين 30 - 40% من مجموع الزيادة الكلية للسكان كما يبين الجدول رقم "5".
جدول رقم "5": تطور دور الهجرة في الزيادة الكلية لسكان الولايات المتحدة
الفترة نسبة النمو الطبيعي نسبة الهجرة الوافدة %
1870 - 1880 71.5 28.5
1880 - 1890 57.1 42.9
1890 - 1900 68.5 31.5
1900 - 1910 58.2 41.8