الهجرة الدولية

مدخل

...

الهجرة الدولية:

يشمل هذا النوع من الهجرات الانتقال السكاني عبر حدود الدول ليس فقط الدول المجاورة بل ومن قارة إلى أخرى، وليست المسافة ذات اعتبار كبير في تعريف هذا النوع من الهجرة ذلك لأن الأوكراني الذي ينتقل مثلا للعمل في فلاديفوستك يقطع مسافة أكبر بكثير من البولندي الذي يهاجر للعمل في فرنسا بالرغم من أن الأول يتحرك داخليا عبر حدود دولة واحدة بينما انتقل الثاني عبر حدود أكثر من دولة ومن ثم يدخل في عداد الهجرة الدولية.

وعلى ذلك فإن دراسة الهجرة الدولية تبدو سهلة في ضوء هذا التعريف البسيط لها واعتمادا على سجلات الهجرة عند حدود الدول، ولكن ما ينبغي ملاحظته هو أن الاعتماد على هذه السجلات لا يؤدي إلى دراسة دقيقة، ذلك لأنها قد لا تحوي كل الحقائق عن المهاجرين من ناحية كما أنها سجلات لحظية من ناحية أخرى تسجل حالة المهاجر وقت عبور الحدود دون اعتبار للتغيير الوظيفي والاجتماعي الذي سيطرأ عليه في دولة المهاجر بعد ذلك كذلك قد لا تتوافق بيانات الهجرة للدولة الموفدة مع بيانات الدولة المستقبلة فعلى سبيل المثال لا تتفق البيانات التي تنشرها ألمانيا عن المهاجرين الألمان إلى الأرجنتين مع تلك التي تنشرها الأرجنتين عن هؤلاء الأشخاص الوافدين إليها.

ولا تعني الهجرة الدولية الانتقال الجغرافي عبر الحدود السياسية بقصد الاستقرار الدائم في المهجر فقط بل إنها تضم أنواعا أخرى أهمها الهجرة المؤقتة لبعض السكان ويرتبط ذلك بمغادرة بعض المهاجرين لمواطنهم الأصلية في دولهم للعمل فترة من الزمن في دولة أخرى ثم ما يلبثوا أن يعودوا لدولهم مرة أخرى بعد أن يكونوا ثروة تساعدهم على العيش في مستوى أعلى مما كانوا عليه قبل الهجرة، وتسود هذه الظاهرة في كثير من المناطق مثل صقلية في جنوب إيطاليا واليونان وبعض مناطق جنوب شرق أوروبا مثل ألمانيا أو بلغاريا حيث يتميز المهاجرون العائدون من الأمريكتين إلى وطنهم بمستوى معيشي مرتفع وفضلوا العودة لقضاء بقية حياتهم في موطنهم الأصلي ولقد كانت الهجرة المؤقتة سمة هامة لحركة الهجرة نحو أمريكا الجنوبية، ذلك أنه في الأرجنتين مثلا فيما بين سنة 1910 وسنة 1950 لم يستقر بها من جملة المهاجرين إليها وعددهم 14.159.876 مهاجرا فقط استوطنوها بصفة دائمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015