ويقوي هذا القول ويعضده القاعدة الترجيحية: (الأصل إطلاق اللفظ على ظاهره) وهذه القاعدة رجّح بها ابن عاشور في تفسيره لكنه في هذا المثال رأى أن معنى الفرش يحتمل الحقيقة والمجاز.
قال السعدي: " {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} أي: مرفوعة فوق الأسرة ارتفاعا عظيما، وتلك الفرش من الحرير والذهب واللؤلؤ وما لا يعلمه إلا الله " (?).
وقد ردّ الرازي على من قال أن المراد بالفرش النساء فقال: " يبعد ظاهراً لأن وصفها بالمرفوعة ينبئ عن خلاف ذلك " (?).
كما يؤيد هذا القول القاعدة الترجيحية: (يجب حمل كلام الله على المعروف من كلام العرب) (?).
قال ابن فارس: " الفاء والراء والشين أصل صحيح يدل على تمهيد الشيء وبسطه. يقال فرشت الفراش أفرشه، والفرش مصدر، والفرش المفروش أيضاً " (?).
وأما قول من قال أن القول بأن الفرش بمعنى النساء يدل عليه الآية: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} فقد وضحه الشيخ ابن عثيمين وبين وجه مجيء هذه الآية بقوله: " {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} الفراش ما ينام عليه الإنسان (مرفوعة) أي عالية،