وابن حزم في الناسخ والمنسوخ (?)، والكرمي كذلك (?)، والمقري أيضاً (?)، وابن الجوزي في نواسخ القرآن (?).

والذي يظهر لي والله أعلم أن هذه الآية محكمة وليست منسوخة؛ لأن الأصل عدم النسخ مالم يقم دليل صحيح صريح على خلاف ذلك، وحيث إنه لا دليل على ذلك , فإن الآية محكمة. ويبقى موقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أعدائه مرتبط بحسب الأحوال والأشخاص.

حجة أصحاب القول الثاني الذين يرون أن قوله: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} تحمل على المعنى المجازي:

الذي يظهر لي والله أعلم أن أصحاب هذا القول رأوا في هذا المعنى تسلية للرسول صلى الله عليه ليصبر على أذاهم.

قال الطبري: " وأعرض عن أذاهم لك، واصبر عليه " (?).

وقال الألوسي: " أي لا تبال بإيذائهم إياك بسبب إنذارك إياهم واصبر على ما ينالك منهم " (?).

وقد يكون مستندهم في ذلك اللغة لأن معنى "دع" في اللغة يحتمل هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015