وقال العلامة السيد محمد بن إسماعيل الأمير اليماني قدس الله سره:
سلام على أهل الحديث فإنني ... نشأت على حب الأحاديث من مهدي
همو بذلوا في حفظ سنة أحمد ... وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
وأعني بهم أسلاف سنة أحمد ... أولئك في بيت القصيد همو قصدي
أولئك أمثال البخاري ومسلم ... وأحمد أهل الجد في العلم والجد
رووا وارتووا من بحر علم محمد ... وليس لهم تلك المذاهب من ورد
كفاهم كتاب الله والسنة التي ... كفت قبلهم صحب الرسول ذوي المجد
ولها تتمة سابغة الذيل صاح فيها على المتعصب بالويل!
وقال بعض الفضلاء وأجاد:
علم الحديث أجل السؤل والوطر ... فاقطع به العيش تعرف لذة العمر
وانقل رحالك عن مغناك مرتحلًا ... لكي تفوز بنقل العلم والأثر
ولا تقل عاقني شغل فليس يري ... في الترك للعلم عن عذر لمعتذر
وأي شغل كمثل العلم تطلبه ... ونقل ما قد رووا عن سيد البشر
ألهى عن العلم أقوامًا تطلبهم ... لذات دنيا غدوا منها على غرر
وخلفوا ما له حظ ومكرمة ... إلى التي هي دأب الهون والخطر
وأي فخر بدنياه لمن هدمت ... معايب الجهل منه كل مفتخر
لا تفخرن بدنيا لا بقاء لها! ... وبالعفاف وكسب العلم فافتخر
يفنى الرجال ويبقى علمهم لهم ... ذكرًا يجدد في الآصال والبكر
ويذهب الموت بالدنيا وصاحبها ... وليس يبقى له في الناس من أثر
تظن أنك بالدنيا أخو كبر ... وأنت بالجهل قد أصبحت ذا صغر
ليس الكبير عظيم القدر غير فتي ما ... زال بالعلم مشغولا مدى العمر
قد زاحمت ركبتاه كل ذي شرف ... في العلم والحلم لا في الفخر والبطر