موسى الأشعري، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وغيرهم. وكان صلى الله عليه وسلم يتعاهدهم بالاستماع لهم أحيانًا، وبإسماعهم القراءة أحيانًا أخرى، فقد جاء في الحديث الصحيح أنه طلب من ابن مسعود أن يقرأ عليه فقرأ حتى بلغ قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [41: النساء] قال: حسبك. فالتفت فإذا به صلى الله عليه وسلم تذرف عيناه1.
وجاء عنه أنه قال لأبي بن كعب: "يا أبا المنذر، إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن" 2
وقال صلى الله عليه وسلم بتعلم القراءة، وبتحري الإتقان فيها، بتلقيها عن المتقنين الماهرين: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب" 3.
كل هذا وغيرها يدل على أن هناك صفة معينة للقراءة، هي الصفة المأخوذة عنه صلى الله عليه وسلم، وبها أنزل القرآن فمن خالفها أو أهملها فقد خالف السنة وقرأ القرآن بغير ما أنزل.
وصفة القراءة هذه التي اصطلحوا على تسميتها بعد ذلك بالتجويد تتضمن لهجات العرب الفصحى، وطريقتهم في النطق، وهذا من مقتضى كون القرآن عربيًا، فهو عربي في لفظه ومعناه، وأسلوبه وتركيبه، ولهجته وطريقة النطق به، ولذلك تجد كثيرًا من