بالأحكام الواجبة، كالمدود اللازمة، والطبيعية، ومواضع الإظهار ونحو ذلك.
الثانية: يرتقي فيها المعلم مع التلميذ إلى العناية بأحكام الحروف وصفاتها التكميلية، أي: لا تتوقف صحة النطق عليها، ولكنها من مقتضيات الفصاحة والكمال، كالترقيق والتفخيم، والغنة، والإدغام والإخفاء والإقلاب، والمدود الجائزة، ومن الصفات مثل القلقلة واللين، والانحراف، والإصمات، والإذلاق، وتحقيق التكرار، ومن الوقوف: المواضع الواضحة التي يظهر فيها تعلق المعنى أو عدم تعلقه وحسنه أو قبحه، ويبدأ في هذه المرحلة بتصحيح الأخطاء الخفية.
الثالثة: وهي المرحلة الأخيرة وتعتبر مرحلة المتقنين، فالتلميذ فيها يكون مجودًا محققًا لأحكام الحروف ومخارجها وصفاتها، ويكون نطقه سليمًا من الأخطاء الجلية، ومعظم الأخطاء الخفية، إلا أنه بعد لم يكتمل إتقانه، ولم يبلغ درجة كافية من المهارة في النطق، وحتى لو بلغ درجة المتقنين، فإن المتقنين على مراتب متفاوتة، والإتقان درجات بعضها فوق بعض، وقمة الإتقان ومنتهاه نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يأذن الله لشيء ما أذن له وهو يقرأ القرآن يجهر به ويتغنى به1
في هذه المرحلة الأخيرة يهتم المعلم بالنواقص الخفية التي تخل بالإتقان لا بالنطق، كالتدقيق في مقادير المدود ودرجاتها، ومراعاة المعاني الدقيقة في الوقوف، وبلوغ الغاية من المهارة في تحقيق الصفات.