إسناده وشيوخه: هو عاصم بن أبي النجود -ويقال ابن بهدلة- الأسدي مولاهم شيخ الإقراء بالكوفة، وأحد التابعين، قال ابن الجزري: روى عن أبي رمثة رفاعة بن يثربي التميمي، والحارث بن حسان البكري وكانت لهما صحبة، أما حديثه عن أبي رمثة فرويناه في مسند أحمد بن حنبل، وأما حديثه عن الحارث فرويناه في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام.
وإسناد عاصم في القراءة ينتهي إلى عبد بن مسعود وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- ويأتي إسناده في العلو بعد ابن كثير وابن عامر، فبين عاصم وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلان، وليس بين ابن كثير وابن عامر وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا الصحابي، وقد قرأ عاصم القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي -رضي الله عنه- وقرأ على زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه.
وكان يتردد عليهما فيأخذ من هذا قراءة ابن مسعود ومن ذاك قراءة علي وهكذا استوثق في القراءة وجمع فيها بين أقوى المصادر، فأبو عبد الرحمن السلمي تابعي مشهور روى عنه الأئمة الحديث كما رووا القراءة، وأخرج له البخاري ومسلم وغيرهما، وزر بن حبيش أيضًا أحد الأعلام وقد عرض القرآن على عبد الله، وعلي رضوان الله عليهم أجمعين.
وكان عاصم يقرئ حفصًا بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها