وأما التوسط: ويسمى التدوير، فهو مرتبة بين التحقيق والحدر، أي: بين الإسراع والبطء في القراءة، وهو المختار عند أكثر أهل الأداء.
وقد اختلفوا في الحدر والتحقيق أيهما أفضل فقال بعضهم:
التحقيق أفضل لأنه يساعد على فهم المعاني وتدبر القرآن، وذلك هو المقصود من القراءة قال تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} .
وقال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} .
وقال آخرون: الحدر أفضل لأنه به يتمكن القارئ من الإكثار من كمية المقروء من الآيات، وقد صح الخبر بأن كل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها1.