فالوقف على المفلحون تام، لأنه نهاية الكلام عن المؤمنين وما بعده كلام جديد عن موضوع آخر هو الكفار وحالهم مع الرسول والرسالة، ولا يوجد أي رابط لفظي ولا معنوي بين العبارتين بدليل ابتداء العبارة الثانية بإِنَّ.
ومثله في الفاتحة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} فالوقف على الدين وعلى نستعين كلاهما وقف تام.
2 الكافي: هو ما لا يتعلق ما قبله بما بعده في اللفظ وكل منهما جملة مفيدة بنفسه وإن كان هناك تعلق في المعنى العام وسياق الموضوع.
مثاله:
{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} .
فالوقف على أذلة كاف لأنه وإن كان لا يوجد رابط لفظي بين الجملتين وكل منهما مفيد بنفسه إلا أن سياق الموضوع مترابط، فالعبارة الأولى كلام بلقيس وينتهي عند موضع الوقف، والعبارة الثانية كلام من الله تصديقًا لها، وكثير من العلماء يجعل هذا وقفًا تامًا باعتبار أن كلام بلقيس يتم عنده وما بعده كلام آخر، لكن بالتأمل يتبين أنه من الكافي لوجود ترابط بين العبارتين في سياق