ولا تجعل الشورى عليك غضاضة … فريش الخوافي تابع للقوادم
وما خير كفّ أمسك الغلّ أختها … وما خير سيف لم يؤيّد بقائم
ومنه: [من البسيط]
يا قوم أذني لبعض الحيّ عاشقة … والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم … الأذن كالعين تؤتي القلب ما كانا
أخذه ابن الشحنة الموصلي في قوله من قصيدة يمدح بها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب: [من الطويل]
وإني امرؤ أحببتكم لمكارم … سمعت بها والأذن كالعين تعشق
كان بشار يمدح المهدي بن المنصور العباسي، فرمي عنده بالزندقة.
قيل: كان يفضل النار على الطين، ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم، وينسب إليه في ذلك: [من البسيط]
الأرض مظلمة والنار مشرقة … والنار معبودة مذ كانت النار
فضربه المهدي سبعين سوطا، فمات من ذلك في البطيحة قرب البصرة، فحمله أهله إلى البصرة ودفن بها، وذلك في سنة سبع وستين ومائة.
ويقال: إن سبب قتل المهدي له أن بشارا هجا صالحا أخا يعقوب بن داود وزير المهدي-وقد ولاه المهدي ولاية-بقوله ليعقوب: [من الطويل]
هم حملوا فوق المنابر صالحا … أخاك فضجّت من أخيك المنابر
فبلغ ذلك يعقوب، فقال للمهدي: إن بشارا هجاك، فقال: ويحك؛ ما قال؟ قال:
تعفيني يا أمير المؤمنين من إنشاد ذلك، فقال: لا بد، فأنشده: [من السريع]
خليفة يزني بعمّاته … يلعب بالدفوف والصولجان
أبدلنا الله به غيره … ودسّ موسى في حر الخيزران
والخيزران: هي سرية المهدي أم ولديه موسى وهارون، فطلب المهدي بشارا، فخاف يعقوب أن يمدحه فيعفو عنه، فوجه إليه من يلقاه في البطيحة ويقتله، ففعل به ذلك، والله سبحانه أعلم.