زند بن الجون المعروف بأبي دلامة صاحب النوادر والطرف والحكايات والأدب.
حضر دفن ابنة عم المنصور والمنصور كئيب متألم لفقدها، فقال له: ما أعددت لهذا المكان؟ أي: القبر، قال: ابنة عم أمير المؤمنين، فضحك المنصور حتى استلقى، وقال: ويلك؛ فضحتنا بين الناس.
ودخل على المهدي بن المنصور عند قدومه من الري إلى بغداد للسلام والتهنئة بقدومه، فقال له المهدي: كيف أنت يا أبا دلامة؟ فقال: [من الكامل]
إني حلفت لئن رأيتك سالما … بقرى العراق وأنت ذو وفر
لتصلين على الرسول محمد … ولتملأن دراهما حجري
فقال المهدي: صلّى الله وسلم على الرسول، وأما الثانية .. فلا، فقال: جعلني الله فداك؛ إنهما كلمتان لا تفرق بينهما، قال: نملأ حجره دراهم، فقعد وبسط حجره، فملئ دراهم، وقال له: قم، قال: ينخرق قميصي يا أمير المؤمنين، فردها إلى الأكياس.
وكتب من بغداد إلى سعيد بن دعلج بالبصرة، وأرسل الكتاب مع ابن عم له وفيه: [من الوافر]
إذا جئت الأمير فقل سلام … عليك ورحمة الله الرحيم
وأما بعد ذاك فلي غريم … من الأعراب قبح من غريم
له ألف علي ونصف أخرى … ونصف النصف في صك قديم
دراهم ما انتفعت بها ولكن … وصلت بها شيوخ بني تميم
فسير إليه ابن دعلج ما طلب.
وكان المنصور قد أمر بهدم دور كثيرة منها دار أبي دلامة، فكتب إلى المنصور: [من الخفيف]
يا بن عم النبي دعوة شيخ … قد دنا هدم داره وبواره