روى عنه وعن غيره، وحدث عنه هشيم وغيره.
وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة.
عمرو بن عبيد المعتزلي المتكلم الزاهد المشهور مولى بني عقيل.
كان أبوه شرطيا بالبصرة، فكان الناس إذا رأوا عمرا مع أبيه .. قالوا: هذا خير الناس ابن شر الناس، فيقول أبوه: صدقتم، هذا إبراهيم بن آزر.
وقيل لأبيه: ابنك يختلف إلى الحسن البصري، ولعله أن يكون منه خير، قال: وأي خير يكون من ابني وأمه أصبتها من غلول وأنا أبوه؟ ! وكان عمرو بن عبيد يجالس الحسن كثيرا، فلما أحدث ما أحدث من نفي القدر وغيره .. قال له الحسن: اعتزل مجلسنا، فاعتزله هو وواصل بن عطاء؛ فسموا المعتزلة، ونقل عنه العلماء في إنكار القدر ما يقتضي الكفر.
منها: أنه قال: إن كانت {(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)} في اللوح المحفوظ .. فما على أبي لهب لوم.
ومنها: أنه لما سمع حديث الأعمش عن ابن مسعود عن الصادق المصدوق رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أن ملكا موكلا بالرحم يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة إلى أن قال: «ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله وشقي، أو سعيد» (?)، فقال عمرو بن عبيد: لو سمعته من الأعمش .. لكذبته، ولو سمعته من ابن مسعود .. لما صدقته، ولو سمعته من النبي صلّى الله عليه وسلم .. لقلت: ما بهذا بعثت الرسل، ولو سمعته من الله تعالى .. لقلت: ما على هذا أخذت مواثيقنا؛ فإن صح ذلك عنه .. لم يزد عليه كفر، نسأل الله العافية.