قال اليافعي: (كان فيه زعارة، وقوة نفس، وقلة إنصاف، أخبرني بعض فضلاء المصرين قال: جئت مع والدي إلى الشيخ زين الدين المذكور، فلما قربنا من الباب .. قال لي والدي: لا تدخل معي، بل قف قليلا، ثم ادخل، قال: فلما دخل والدي فسلم ..
سمعته يقول له-البعيد-: حمار، ثم وقفت قليلا ودخلت، فقال لي: إيش أنت؟ فقلت:
يا سيدي؛ جحش، ولد ذلك الحمار، فضحك هو ومن عنده) (?).
عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن الناشري.
كان فقيها عالما عاملا، كثير النسك والعبادة، لازما طريق السلف الصالح، يحب الخلوة والفرار من الناس، والعكوف في المساجد المهجورة.
وكان يتعانى التجارة؛ تدينا منه، ثم ألجأه الفقراء إلى قبول القضاء، فولي قضاء القحمة بعد القاضي علي بن محمد بن أبي بكر الناشري، فأقام على ذلك إلى أن توفي في سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة.
قال ولده إسماعيل: كان والدي إذا وجدني قد فترت في أيام الطلب كلح (?) علي وقال:
يا ولدي؛ من لم يكن له ورد .. فهو قرد.
وكان يقول: بركة الأوقات توزيع الأعمال وتوظيف الوظائف عليها، وكان كثيرا ما يرى النبي صلّى الله عليه وسلم في منامه، وبشره في بعض مناماته ببشارات.
أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يعقوب الناشري، تقدم ذكر أبيه في العشرين الرابعة من المائة قبل هذه (?).