كان فقيها نبيها، عارفا محققا، أديبا لبيبا، شاعرا فاضلا، ولي القضاء في الأعمال المضافة لزبيد كحيس فشال.
قال عمارة: وكان من المجيدين المكثرين في كل فن، وكان جوادا ممدحا، يخلع على الشعراء ويغنيهم، ومن شعره قوله في زريق بن عبد الله الفاتكي من قصيدة طويلة: [من الكامل]
نفسي إليك كثيرة الأنفاس … لولا مقاساة الزمان القاسي
ومن شعره في الفخر قوله من قصيدة مشهورة: [من الطويل]
بأي المعالي من صفاتك أكلف … وقد لاح لي طوق من النفس أكلف (?)
ومنها: [من الطويل]
أصخ أذنا وانظر بعينك هل ترى … من الناس إلا من عقامة تردف
ثم ضمن فقال: [من الطويل]
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا … وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
ومن مراثيه قوله في أهله وقد زار مقابرهم بالعرق من زبيد في مقبرة باب سهام: [من الكامل]
يا صاح قف بالعرق وقفة معول … وانزل هناك فثمّ أكرم منزل
نزلت به الشم البواذخ بعد ما … لحظتهم الجوزاء لحظة أسفل
أخواي والولد العزيز ووالدي … يا حطم رمحي عند ذاك ومنصلي
هل كان في اليمن المبارك قبلنا … أحد يقيم صغا الكلام الأميل
حتى أنار الله سدفة أهله … ببني عقامة بعد ليل أليل
لا خير في قول امرء متمدّح … لكن طغى قلمي وأفرط مقولي
ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في هذه المائة يقينا.