اشتغل ببغداد على إلكيا وابن الشاشي، ولقي جماعة من مشايخها، ثم رجع إلى إربل، وبنى له صاحبها مدرسة القلعة، فدرس بها زمانا، وهو أول من درس بإربل، وأقام بدمشق مدة.
وكان عارفا بالمذهب والفرائض والخلاف، فاضلا ورعا زاهدا صالحا عابدا متقللا من الدنيا.
وله تصانيف حسان في التفسير والفقه وغيرهما، وله كتاب ذكر فيه ستا وعشرين خطبة للنبي صلّى الله عليه وسلم بأسانيدها.
واشتغل عليه خلق كثير، وانتفعوا به، منهم الإمام أبو عمرو عثمان بن عيسى الهدباني الماراني، شارح «المهذب» المتقدم ذكره في سنة اثنتين وست مائة (?).
وتوفي أبو العباس المذكور ليلة الجمعة من سنة تسع عشرة وست مائة (?)، فتولى موضعه ابن أخيه نصر بن عقيل، وكان فاضلا، وقد تخرج بعمه المذكور.
سخط عليه المعظّم صاحب إربل، فأخرجه منها، فانتقل إلى الموصل، فكتب إليه أبو الدر الرومي من بغداد-وكان صاحبه-: [من الطويل]
أيا بن عقيل لا تخف سطوة العدى … وإن أظهرت ما أضمرت من عنادها
وأقصتك يوما عن بلادك فتية … رأت فيك فضلا لم يكن في بلادها
كذا عادة الغربان تكره أن ترى … بياض البزاة الشهب بين سوادها
أشار بذلك إلى الجماعة الذين سعوا به حتى غيروا خاطر الملك عليه.
الشيخ يونس بن يوسف الشيباني، الشهير بالأحوال الباهرة، والكرامات الظاهرة.