كان إماما في النحو، كثير التطلع على دقائقه وغريبه وشاذه، وله فيه المقدمة المسماة ب «القانون»، مع إيجازها مشتملة على كثير من النحو، اعتنى بشرحها جماعة من الفضلاء، وبعضهم وضع لها أمثلة، يقال: إنه جمعها من فوائد كثيرة من كلام شيخه، ومن فوائد بحوث جرت بين الطلبة، ولذلك كان إذا سئل: هذه من صنعتك؟ قال: لا.
وكان عارفا بالمنطق، ورعا، أقام بمصر مدة، ثم رجع إلى المغرب، وأقام ببجاية، وانتفع به خلق كثير.
وتوفي سنة عشر وست مائة (?).
أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي-نسبة إلى من يطرز الثياب ويرقمها، إما هو، أو أحد آبائه-الفقيه النحوي، الأديب الحنفي في الفروع، الخوارزمي.
سمع الحديث من طائفة، وله معرفة تامة بالنحو واللغة، والغريب والشعر، وأنواع الأدب والفقه، وكان رأسا في الاعتزال، داعيا إليه.
شرح «مقامات الحريري»، وتكلم على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء، وهو للحنفية بمنزلة كتاب الأزهري للشافعية، انتفع الناس به وبكتبه، وبحث ببغداد مع جماعة من الفقهاء.
وله شعر جيد، ومنه: [من الطويل]
وإني لأستحيي من المجد أن أرى … حليف غوان أو أليف أغاني