أحمد وأهل عرشان، فلما ظهرت له المكيدة .. تحقق صدق ما نقل إليه القاضي مسعود فقال: يا قاضي أحمد؛ الزم بيتك، وأنت يا قاضي مسعود؛ قد وليتك القضاء، فخرجا من عنده هذا مستمر وهذا معزول.
ونسب الجندي الإعجام إلى القاضي أحمد المذكور (?).
قال أبو الحسن الخزرجي: (ولا ينبغي أن يظن ذلك بالقاضي أحمد؛ لجلالته وموضعه من العلم، والذي يغلب على الظن أن الذي غيّر النقط غير القاضي أحمد، ثم أوقف القاضي أحمد على ذلك يستثير حفيظته وغضبه) (?).
فلما توفي القاضي مسعود .. رجع القضاء في العرشانيين، فتولاه القاضي أحمد مدة، ثم عزل نفسه، وجعل ابنه عليا قاضيا.
وتوفي القاضي أحمد المذكور بذي جبلة لعشر خلون من صفر سنة سبع وست مائة (?).
أبو عمر محمد بن أحمد الشيخ الزاهد، المعروف بابن قدامة المقدسي.
سمع من جمع، وكتب الكثير بخطه، وحفظ القرآن والحديث والفقه.
وكان إماما فاضلا مقرئا زاهدا عابدا قانتا، خائفا من الله، منيبا إليه، كثير النفع للخلق، أوقاته مستقيمة على الطاعة؛ من الصلاة والصيام والذكر، وتعليم العلم مع الفتوة والمروءة والتواضع.
خطب بجامع الجبل إلى أن توفي سنة سبع وست مائة.