ولم يستزر عن غربة في زيارة … ولكن على رغم المزور يزور
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة.
وخطب ببلده وهو فتى، ودخل مصر سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة، ولم يزل بها إلى أن توفي في سنة تسعين وخمس مائة، ودفن بالقرافة الصغرى في تربة القاضي الفاضل.
أبو شجاع محمد بن علي المعروف بابن الدهان البغدادي الفرضي الحاسب الأديب.
له أوضاع بالجداول في الفرائض وغيرها، وصنف «غريب الحديث»، ورمز فيه حروفا يستدل بها على أماكن الكلمات المطلوبة منه، وكان قلمه أبلغ من لسانه، وله «تاريخ» وغير ذلك، وله اليد الطولى في معرفة النجوم وحل الأزياج، وشعر جيد، منه ما كتبه إلى بعض الرؤساء وقد عوفي في مرضه: [من الخفيف]
نذر الناس يوم برئك صوما … غير أني نذرت وحدي فطرا
عالما أن يوم برئك عيد … لا أرى صومه ولو كان نذرا
توفي سنة تسعين وخمس مائة.
أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري المالقي الحافظ، صاحب الإمام ابن العربي.
كان إماما معروفا، يسرد المتون والأسانيد، عارفا بالرجال واللغة، ورعا، جليل القدر.
طلبه السلطان ليسمع بمراكش، فمات بها سنة تسعين وخمس مائة.