وكان جياش شاعرا فصيحا، أديبا بليغا مترسلا، ومن شعره: [من الطويل]
إذا كان حلم المرء عون عدوه … عليه فإن الجهل أبقى وأروح
وفي الصفح ضعف والعقوبة قوة … إذا كنت تعفو عن كثير وتصفح
ومنه: [من الوافر]
تذوب من الحيا خجلا بلحظي … كما قد ذبت من نظري إليكا
أهابك ملء صدري إذ فؤادي … بجملته أسير في يديكا
ومن مصنفاته كتاب «المفيد في أخبار زبيد» ويعرف ب «مفيد جياش»؛ لئلا يلتبس ب «مفيد عمارة»، وهو عزيز الوجود، بل هو من قديم مفقود.
ولم يزل جياش واليا على زبيد إلى أن توفي في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وأربع مائة، وقيل: في رمضان سنة خمس مائة.
زكريا بن شكيل بن عبد الله البحري (?)، نسبة إلى بطن من خولان يقال لهم: بنو بحر.
كان شاعرا فصيحا بليغا، حسن الشعر، جيد القريحة، وله في جياش بن نجاح قصائد حسنة، منها قوله: [من الطويل]
عظيم يهون الأعظمون لعزه … فمطلبه من كل أمر عظيمه
تأخر من جاراه في حلبة العلا … وقدّمه إقدامه وقديمه
كتائبه قبل الكتائب كتبه … ويغنيك عن بطش الهزبر نئيمه
فلولاه لم يثبت على الحمد حاؤه … ولا وصلت يوما إلى الدال ميمه
تميد قلوب العالمين وأرضهم … إذا ما سرت أعلامه وعلومه
يبيح لعافيه كرائم ماله … ويمنع من أن تستباح حريمه
وأحيا بلطف الرأي منه ومعظم ال … عطايا رجائي فاستقل رميمه
يشكك في إكرامه كل زائر … ويسأل هذا جاره أو حميمه
ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان موجودا في أيام جياش.