أسلمت قديما، وهاجرت في سنة خمس من الهجرة، وتزوجها زيد بن حارثة، ثم طلقها، ثم زوجها الله سبحانه وتعالى رسوله صلّى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها، } فكانت تفتخر على نسائه بذلك.
وكانت امرأة صالحة صوّامة قوّامة كثيرة الصدقة، وكانت صناعا؛ تعمل بيدها وتتصدق به، وقال صلّى الله عليه وسلم لأزواجه: «أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا» (?)، قالت عائشة رضي الله عنها: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ..
نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة رضي الله عنها، ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي صلّى الله عليه وسلم أراد بطول اليد الصدقة (?).
توفيت سنة عشرين، وهي أول من مات من أزواجه صلّى الله عليه وسلم، ودفنت بالمدينة، وهي أول امرأة جعل عليها النعش، أشارت به أسماء بنت عميس، كانت رأته في الحبشة، كذا في «تهذيب النووي» (?)، وقد قيل: أول من جعل عليها النعش فاطمة، رضي الله عنها.
أبو الهيثم بن التّيّهان، واسمه: مالك بن التيهان بن مالك.