أسلم قديما هو وأخواه لأمه جنادة وجابر، وهاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ثم استعمله أبو بكر رضي الله عنهما على جيوش الشام وفتوحه، ولم يزل واليا لعمر رضي الله عنه على بعض نواحي الشام إلى أن توفي بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، طعن [هو] وأبو عبيدة في يوم واحد، رضي الله عنهما.
سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن [مالك بن] حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري.
أسر يوم بدر، ولما أتى إلى النبي صلّى الله عليه وسلم بالحديبية .. قال صلّى الله عليه وسلم:
«سهل عليكم أمركم» (?)، فانبرم على يديه صلح الحديبية، ثم أسلم يوم الفتح.
ولم يكن أحد من كبراء قريش الذين أسلموا عام الفتح أكثر صلاة وصدقة وصوما واشتغالا بما ينفعه في آخرته من سهيل بن عمرو؛ حتى شحب لونه وتغيّر، وكان كثير البكاء، رقيقا عند قراءة القرآن، وكان بمكة يختلف إلى معاذ يقرئه القرآن، فقيل له: تختلف إلى هذا الخزرجي؟ ! لو كان اختلافك إلى رجل من قومك، فقال: هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا.
ولما بلغ أهل مكة موته صلّى الله عليه وسلم .. ارتجت مكة؛ لما رأوا من ارتداد العرب؛ حتى اختفى أميرها عتاب بن أسيد، فقام فيهم سهيل بن عمرو خطيبا وقال:
يا معشر قريش؛ لا نكون آخر من أسلم وأول من ارتد، والله؛ ليمتدن هذا الدين امتداد الشمس والقمر ... في خطبته.
ولعل هذا المقام هو الذي أشار إليه صلّى الله عليه وسلم في قوله لعمر لما قال للنبي صلّى الله عليه وسلم: أقطع لسانه، فقال صلّى الله عليه وسلم: «وما يدريك لعله يقوم مقاما تحمده فيه؟ ! » (?).