توفي سنة ست وسبعين وأربع مائة.

قال فيه عاصم بن الحسن: [من الوافر]

تراه من الذكاء نحيل جسم … عليه من توقده دليل

إذا كان الفتى ضخم المعالي … فليس يضره الجسم النحيل

ومما قيل فيه: [من الكامل]

ولقد رضيت عن الزمان وإن رمى … قومي بخطب ضعضع الأركانا

لما أراني طالع الخير الذي … أحيا الإله بعلمه الأديانا

أزكى الورى دينا وأكرم شيمة … وأمد في طلق العلوم عنانا

وأقل في الدنيا القصيرة رغبة … ولطالما قد أنصف الرهبانا

لله إبراهيم أي محقق … صلب إذا رب البصيرة لانا

فتخاله من زهده ومخافة … لله قد نظر المعاد عيانا

ومما قيل في كتابه «التنبيه»: ما رواه ابن عساكر: [من البسيط]

سقيا لمن صنف التنبيه مختصرا … ألفاظه الغر واستقصى معانيه

إن الإمام أبا إسحاق صنفه … لله والدين لا للكبر والتيه

رأى علوما عن الأفهام شاردة … فحازها ابن علي كلها فيه

لا زلت للشرع إبراهيم منتصرا … تذب عنه أعاديه وتحميه

ولما مات الشيخ أبو إسحاق .. رثاه أبو القاسم بن نافيا-بالنون، وبعد الألف فاء، ثم مثناة من تحت-كما هو في الأصل المنقول منه (?): [من الكامل]

أجرى المدامع بالدم المهراق … خطب أقام قيامة الآماق

ما لليالي لا يؤلف شملها … بعد ابن بجدتها أبي إسحاق

إن قيل مات فلم يمت من ذكره … حيّ على مرّ الليالي باق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015