أنت قريب من الباري جلت قدرته، فسل حاجتك .. تقض، فقلت في نفسي: أسألك طول العمر، فقيل لي: لك سبعون سنة، فقلت: يا رب؛ لا تكفيني، فقيل: لك سبعون سنة.
فلما حضرته الوفاة .. قال: إنما مثلي مثل شاة شدت قوائمها لجز الصوف، فتظن أنها تذبح فتضطرب، حتى إذا أطلقت .. تفرح، ثم تشد للذبح، فتظن أنها تشد لجز الصوف فتسكن، فتذبح، وهذا المرض الذي أنا فيه هو شد القوائم للذبح، فمات رحمه الله تعالى يوم الجمعة ثامن شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربع مائة بالري وعمره سبعون سنة، وكان قد عهد إلى ابن أخيه سليمان بن داود بن ميكائيل، فأجلسه الوزير الكندري في تخت الملك، ثم إن الأتراك مالت إلى عضد الدولة ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل، فخطب له، وبعده لأخيه سليمان.
أحمد بن محمود الثقفي الأصبهاني المؤدب.
كان ثقة صالحا، سنيا، كثير الحديث.
توفي سنة خمس وخمسين وأربع مائة.
أبو نصر محمد بن منصور بن محمد الكندري-نسبة إلى كندر، قرية من قرى قزوين- الملقب: عميد الملك، وزير السلطان طغرلبك السلجوقي.
أرسله مخدومه طغرلبك يخطب له امرأة، فتزوجها وعصى عليه، فظفر به وخصاه، وأقره على وزارته.
وتوفي طغرلبك بالري وعميد الملك على سبعين فرسخا من الري، فلما بلغه خبر موت السلطان .. بادر إلى الري قبل أن يدفن، فتولى أمره، وأقام ابن أخيه سليمان بن داود