فمن ظنه كرما فليس بكاذب … ومن ظنه نخلا فليس يجهّل

لحومهما الأعناب والرّطب الذي … هو الحلّ والدر الرحيق المسلسل

ولكن ثمار النخل وهي غضيضة … تمرّ وغضّ الكرم يجنى ويؤكل

يكلفني القاضي الجليل مسائلا … هي النجم قدرا بل أعز وأطول

فأجابه أبو الطيب: [من الطويل]

أثار ضميري ناظما من نظيره … من الناس طرا سابغ الفضل مكمل

ومن قلبه كتب العلوم بأسرها … وخاطره في حدة النار مشعل

تساوى له سرّ المعاني وجهرها … ومعضلها باد لديه مفصّل

فلما أثار الخبء (?) … قاد منيعه

أسيرا لأنواع البيان مكبّل

وقربه من كل فهم بكشفه … وإيضاحه حتى رآه المغفل

وأعجب منه نظمه الدرّ مسرعا … ومرتجلا من غير ما يتمهل

فيخرج من بحر ويسمو مكانه … جلالا إلى حيث الكواكب تنزل

فهنأه الله الكريم بفضله … محاسنه والعمر فيها مطوّل

فأجابه المعري مرتجلا ممليا على الرسول: [من الطويل]

ألا أيها القاضي الذي بلهاته (?) … سيوف على أهل الخلاف تسلّل

فؤادك مغمور من العلم آهل … وجدّك في كل المسائل مقبل

فإن كنت بين الناس غير مموّل … فأنت من الفهم المصون ممول

إذا أنت خاطبت الخصوم مجادلا … فأنت وهم حاكي الحمام وأجدل (?)

كأنك من في الشافعيّ مخاطب … ومن قلبه تملي فما تتمهل

وكيف يرى علم ابن إدريس دارسا … وأنت بإيضاح الهدى متكفّل

تفضلت حتى ضاق ذرعي بشكر ما … فعلت وكفّي عن جوابك أجمل

لأنك في كنه الثريا فصاحة … وأعلى ومن يبغي مكانك أسفل

مع أبيات أخرى حذفتها اختصارا آخرها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015