واستمر الغضنفر في الولاية إلى سنة سبع وستين، فكانت بينه وبين عضد الدولة حرب، انهزم فيها أبو تغلب المذكور، ثم راسل أبو تغلب عضد الدولة في الصلح، [فأجابه] بأن عادتي إذا فتحت بلدة عنوة .. ألا أصالح عنه، وأحب عضد الدولة تلك البلاد، ورآها أنفس من العراق، وكان ناصر الدولة قد تملك أكثر أعمال الموصل وعقارها؛ لطول أيامه، فصارت له ملكا وملكا، واندفع أبو تغلب عنها، ثم كانت بينه وبين أصحاب عضد الدولة وقعات، وعاد أبو تغلب إلى الرحبة، وراسل عضد الدولة، فأجابه بما يريد، على أن يطأ بساطه (?).
أبو القاسم النصراباذي، شيخ الصوفية والمحدثين بخراسان.
صحب الشبلي، وأبا علي الرّوذباري، وسمع ابن خزيمة، وابن صاعد، وكان صاحب فتوى من الفقه والحديث والتاريخ وعلم سلوك الصوفية.
قال رحمه الله: التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتحريم حرمات المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، والمداومة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص والتأويلات.
وقيل له: إن بعض الناس يجالس النسوان ويقول: أنا معصوم في رؤيتهن، فقال:
ما دامت الأشباح باقية .. فالأمر والنهي باق، والتحليل والتحريم مخاطب به.
حج وجاور بمكة سنتين، ومات بها في سنة سبع وستين وثلاث مائة.
القاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن، المعروف بابن قريعة-بضم القاف، وفتح الراء، وسكون المثناة من تحت، ثم عين مهملة-البغدادي، قاضي السندية-بكسر السين