وكانت قد زينت له، وظنوا أنه يدخلها، وأهل القاهرة لم يستعدوا للقائه؛ لظنهم أنه يدخل مصر أولا، ولما دخل القاهرة ودخل القصر، ثم دخل مجلسا فيه .. خر ساجدا لله تعالى، ثم صلّى فيه ركعتين، وانصرف عنه الناس.
وفي أول سنة أربع وستين: عزل المعز القائد جوهرا عن دواوين مصر وجباية أموالها.
وكان المعز حليما كريما وقورا حازما سريا، يرجع إلى الإنصاف، يجري الأمور على أحسن أحكامها، مظهرا للتشيع، معظما لحرمة الإسلام، ومما ينسب إليه من الشعر: [من مجزوء الكامل]
لله ما صنعت بنا … تلك المحاجر في المعاجر
أمضى وأقضى في النفو … س من الخناجر في الحناجر
ولقد تعبت ببينكم … تعب المهاجر في الهواجر
ولد بالمهدية حادي عشر رمضان سنة تسع عشرة وثلاث مائة، وتوفي يوم الجمعة حادي عشر ربيع الآخر من سنة خمس وستين.
الحسن بن أحمد بن أبي سعيد القرمطي، ملك القرامطة الذي استولى على أكثر الشام، وهزم جيش المعز العبيدي، وقتل قائدهم جعفر بن فلاح، وذهب إلى مصر وحاصرها شهورا قبل مجيء المعز إليها، وكان يظهر الطاعة للطائع العباسي، وله شعر وفضيلة.
ولد بالأحساء، ومات بالرملة سنة ست وستين وثلاث مائة.
أبو الحسن علي بن أحمد البغدادي، المعروف بابن المرزبان-بفتح الميم، وسكون الراء، وضم الزاي-هو لفظ فارسي، في الأصل اسم من كان دون الملك.