علي بن إسحاق الزاهي البغدادي، الشاعر المشهور.
كان وصافا محسنا كثير الملح، حسن الشعر في التشبيهات وغيرها، ومن قوله في تشبيه البنفسج: [من البسيط]
ولازوردية تزهو بزرقتها (?) … بين الرياض على جمر اليواقيت
كأنها فوق قامات ضعفن بها … أوائل النار في أطراف كبريت
ويروى: فوق طاقات.
ومن محاسن شعره: [من الطويل]
وبيض بألحاظ العيون كأنما … هززن سيوفا واستللن خناجرا
تصدّين لي يوما بمنعرج اللوى … فغادرن قلبي بالتصبر غادرا
سفرن بدورا وانتقبن أهلة … ومسن غصونا والتفتن جاذرا
وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما … جعلن لحبات القلوب ضرائرا
وهذا تقسيم طريف، وقد استعمله جماعة من الشعراء، لكنهم قصرت بهم القريحة عن بلوغ هذه الصنعة، ونحوه قول المتنبي: [من الوافر]
بدت قمرا ومالت خوط (?) … بان
وفاحت عنبرا ورنت غزالا (?)
قال الشيخ اليافعي: (ولست أدري أيهما سلك طريق الآخر، وهما متعاصران، توفي المتنبي بعده في سنة أربع) (?).