فهرب منهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فلما كان قريبا منه .. شق بجاده باثنين، فاتزر بأحدهما، واشتمل بالآخر، فقيل له: ذو البجادين، فلما أسلم .. قال له صلّى الله عليه وسلم: «الزم بابي» فلزم بابه، وكان يرفع صوته بالقرآن والتسبيح والتهليل والتكبير، فقال عمر: يا رسول الله؛ أمرّاء؟ قال: «دعه؛ فإنه أحد الأوّابين» (?).
توفي والنبي صلّى الله عليه وسلم راجع من غزوة تبوك، ودفن ليلا.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم في حفرته وهو يقول لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «أدليا إليّ أخاكما» فدلّياه إليه، فلما هيأه لشقه ..
قال: «اللهمّ؛ قد أمسيت راضيا عنه، فارض عنه» (?)، فقال ابن مسعود حينئذ: (يا ليتني كنت صاحب الحفرة)، رضي الله عنه.
معاوية بن معاوية المزني، ويقال: الليثي، ويقال: معاوية بن مقرن المزني، قال ابن عبد البر: وهذا أولى بالصواب.
توفي بالمدينة والنبي صلّى الله عليه وسلم بتبوك.
روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نزل جبريل على النبي صلّى الله عليه وسلم وهو بتبوك فقال: يا محمد؛ مات معاوية بن معاوية المزني بالمدينة أفتحب أن تصلي عليه؟ قال: «نعم» فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، ورفع له؛ حتى نظر إليه، فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف ملك، فقال صلّى الله عليه وسلم لجبريل: «يا جبريل؛ بم نال هذه المنزلة؟ » قال: بحبه {(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، } وقراءته إياها جائيا وذاهبا، وقائما وقاعدا، وعلى كل حال (?).