شديد البطش، صعب المراس، ثم إنه طلع من تلك الغيضة في طريق يعرفها في الجبل، وانفلت ووصل إلى جبال أرمينية، فنزل عند البطريق سهل، ولم يزل الأفشين يتحيل عليه بكل حيلة، ويبذل الأموال في طلبه، وجعل المعتصم لمن جاءه برأسه ألف ألف درهم، فلما نزل بابك على البطريق .. أغلق عليه، وبعث يعرف الأفشين، فجاءت الأفشينية فتسلموه، وقدم به الأفشين إلى بغداد أسيرا هو وأخوه، وكان يوم دخوله بغداد يوما مشهودا، ثم دخل على المعتصم بسرّمن رأى، فأركب على فيل، وطيف به في سر من رأى، ثم أمر المعتصم بقطع يديه ورجليه، ثم قتله وصلبه، وأرسل بأخيه إلى بغداد، ففعل به مثل ذلك، وذلك في سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وفي أيامه ظهر المازيار القائم بملة المجوس بطبرستان.
موسى بن إسماعيل المنقري البصري، ويقال له: التّبوذكي، يكنى أبا سلمة.
سمع هماما، وإبراهيم بن سعد، وسعيد بن مسلمة وغيرهم.
روى عنه البخاري والحسن الحلواني وغيرهما، وكان أحد أركان الحديث.
توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
إبراهيم بن المهدي بن أبي جعفر المنصور العباسي.
كان فصيحا أديبا شاعرا، رأسا في معرفة الغناء، ولي إمرة دمشق لأخيه الرشيد.
ولما جعل المأمون ولي عهده علي بن موسى الرضا .. شق ذلك على بني العباس، فبايعوا ببغداد لإبراهيم بن المهدي بالخلافة، ولقب بالمبارك، فحاربه والي بغداد من جهة