قلائد العقيان (صفحة 79)

لعمركم أن الزمان الذي قضى ... بشتّ جميع الشمل مّنا لمشطّ

وأما الكرى مذ لم أزركم فهاجر ... زيارته غبّ والمامه فرطُ

وما شق مقتول الجوانح بالصدى ... إلى نطفة زرقاء أضمرها وقطُ

بابرح من شرقي إليكم ودون ما ... أدير المنى عنه القتادة والخرط

وفي الربرب الإنسي أهوى كناسه ... نواجي ضميري لا الكثيب ولا السقط

غريب فنون الحسن يرتاح درعه ... متى ضاق ذرعا بالذي حازه المرط

كانّ فوادي يوم أهوى مودعا ... هوى خافقا منه بحيث هوى القرط

إذا ما كتاب الوجد أشكل سطره ... فمن زفرتي شكل ومن عبرتي نقط

ألا هل أتى الفتيان أنّ فتاهمُ ... فريسة من يعدو ونهزة من يسطو

وأنّ الجواد الفآئت الشاو صافن ... تخّونه شكل وأزرى به ربط

وأنّ الحسام العضب ثاو بجفنه ... وما ذمّ من غربيه قدّ ولا قطّ

عليك أبا بكر بكرت بهمّة ... لها الخطر العالي وأن منالها حطّ

أبي بعد ما هيل التراب على أبي ... ورهطي فذّا حين لم يبق لي رهط

لك النعمة الخضراء تندى ظلالها ... علىَّ ولا جحد لديَّ ولا غمط

ولولاك لم يثقب زناد قريحتي ... فينتهب الظلماء من نارها سقط

ولا الّفت أيدي الربيع بدائعي ... فمن خاطري نظم ومن زهره لقط

هرمت وما للشيب وخط بمفرقي ... ولكن لشيب الهمّ في كبدي وخط

وطاول سوء الحال نفسي فأذكرت ... من الروضة الغنّاء طاولها القحط

منون من الأيام خمس قطعتها ... أسيرا وأن لم يبد شدّ ولا ربط

تت بي كما ميط الإناء عن الأذى ... واذهب ما بالثوب من درن مسط

أتدنو قطوف الجنّتين لمعشر ... وغايتي السدر القليل أو الخمط

وما كان ظني أن تغرّبي المنى ... وللغّرقي العشواء من ظنّه خبط

أما وارتني النجم موطئ أخمصي ... لقد أوطأت خدّي لأخمص من يخطو

ومسبتطئ العتبى إذا قلت قد أتى ... رضاه تمادى العتب واتصل السخط

وما زال يدنني فينأى قبوله ... هوى سرف منه وصياغة فرط

ونظم ثنائي في نظام ولائه ... تحلت به الدنيا لآلئه وسط

على خصرها منه وشاح مفصل ... وفي رأسها تاج وفي جيدها سمط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015