قلائد العقيان (صفحة 77)

ولو أن الزمان أطاع حكمي ... فديتكك من مكارهه بنفسي

وله أيضاً في مثل ذلك. كامل

ولقد شكوتك بالضمير إلى الهوى ... ودعوت من حنق عليك فأمّنا

منّيت نفسي من صفآئك ضلة ... ولقد تغرّ المرء بارقة المنى

له عن المعتضد بالله إلى صهوة الموفق أبي الجيش صاحب دانيه، بسيط

عرفت عرف الصبا إذ هبّ عاطرهُ ... من أفق من أنا في قلبي أشاطرهُ

أرى تجدد ذكراه على شحط ... وما تيقّن أني الدهر ذاكرهُ

ينئى المزار به والدار دانية ... باحبذا الفال لو صّحت زواجرهُ

خلّي أبا الجيش هل يدنو اللقآء بنا ... فيشتفي منك طرف أنت ناظرهُ

قصاره قيصران قام مفتخرا ... لله أوله مجدا وأخرهُ

ولما حل من المعتضد بالمكان الذي حل، وانتكث عقد شدائده وانحل، تسلت نفسه من شجونها، وحنت إلى صفا ولادة وحجونها، وتذكرها وما تناساها، وعاودته لوعتها واساها، وحن إليها حنين من حيل بينه وبين ما يشتهي، وقنع باهدآء تحية تبلغ إليها وتنتهي، فقال يتغزل فيها ويمدح المعتضد. طويل

أما في نسيم الريح عرف يعرّفُ ... لنا هل لذات الوقف بالجزع موقفُ

فنقضي أوطار المنى من زيارة ... لنا كلف منها بما نتكلّفُ

عزيز علينا أن تزار ودونها ... رقاق الظبى والسمهريّ المثقّفُ

وقوم عدى يبدون عن صفحاتهم ... وأظهرها من ظلمة الحقد أكلفّ

يودّون لو يثني البعاد زماعنا ... وهيهات ريح الشوق من ذاك أعصفُ

كفانا من الوصل التحيّة خلسة ... فيؤمن طرف أو بنان مطرّفُ

وأنّي ليستهويني البرق صبوة ... إلى برق ثغران بدا كاد يخطفُ

وما ولعي بالراح ألاّ توهّما ... لظلم لها كالراح إذ يتشرّفُ

ويذكرني العقد المرنّ جمانه ... مرنّات ورق في ذرى ألا يك تهتفُ

فما قبل من أهوى طوى البدرَ هودج ... ولا ضمّ ريم القفر خدر مسجّفُ

ولا قبل عبّاد حوى البحر مجلس ... ولا حمل الطود المعظّم رفرفُ

هو الملك الجعد الذي في ظلاله ... تكفّ صروف الحادثات وتصرفُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015