أبي تمام، وشعر البحتري، وشعر مسلم بن الوليد، وعلى خاطره جملة كثيرة من أقاويلهم، وإلى غير ذلك من الأخبار والسير وأيام الناس.
ومع ذلك لم يزل حظه ناقصًا من الزمان وأهله، كتبت عنه كثيرًا من قوله ورواياته.
ومما أنشدني يمدح مولانا السلطان المالك الملك الرحيم بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام، غياث المسلمين، سيد أمراء المشرق والمغرب، أتابك [أبا] الفضائل، نصير أمير المؤمنين –أنفذ الله أمره-: [من البسيط]
ته كيف شئت على العشَّاق يا قمر ... وصل فكلُّ دم أجريته هدر
يا قامة الغصن المَّيال كم ملل ... صلني فإنَّك أنت الرُّوح والبصر
أفديك من رشأ يلويه من ترف ... مرُّ النَّسيم ويدمي خدَّه النَّظر
/ 223 ب/ مقلَّد بحسام من لواحظه ... يكاد منه فؤاد الصَّب ينتثر
تصمي لواحظه العشَّاق عن أمم ... بأسهم من لحاظ ما لها وتر
مبلبل الصُّدغ قد أوهى قوى جلدي ... كأنَّما قلبه القاسي لنا حجر
عذب المراشف مخضرُّ السَّوالف ريـ ... يان المعاطف في أجفانه حور
نمَّ العذار بخدَّيه فأعرب عن ... وجدي به وبرى أجفاني السَّهر
كم ليلة بتُّ أجني ورد وجنته ... والعيش لا رنق فيه ولا كدر
وبات لا تحتمي عنِّي مراشفه ... أيَّام غضُّ شبابي يانع نضر
يسعى وفي كفِّه حمراء صافية ... على النَّدامى ولي من ريقه سكر
مشمولة من بنات الكرم ما بزلت ... إلاَّ وفاح علينا نشرها العطر