/ 210 أ/ سقيًا لأيامي على حاجر ... إذ ما على اللَّذات من حاجر

وناظري يرتع في روضة ... أريضة للزَّمن النَّاضر

وللهوى ربع غدا عامرًا ... بمن سباني من بني عامر

بحسن دلِّ عاد ذلّي به ... من بعد عزٍّ طاهر ظافر

طاب الهوى العذريُّ في حب من ... أصبح فيه عاذلي عاذري

ظبي من الأعراب أعربت في ... عشقي له عن عقلي الوافر

فحسنه الطَّائر ما وكره ... إلاَّ سويدا قلبي الطَّائر

قد ضلَّ قلبي فيه حيث اهتدى ... لرشده يا للرَّشا الجائر

شكوت وجدي وشكرت الهوى ... فاعجب لشاك في الهوى شاكر

خاطرت في عشقي له جاهلاً ... فما وهى من نظرة الخاطر

بحسن قدٍّ قدَّ قلبي أسى ... بلحظ طرف فاتن فاتر

أنا الذي طلَّ دمي عامدًا ... من مستبيح لدمي هادر

لمّا عتبت القلب في حبِّه ... أحال بالذَّنب على النَّاظر

وقال هذا الباعث الوجد لي ... وكنت منه في حمى ساتر

هذا الَّذي أوقعني لحظه ... في لجِّ بحر للهوى زاخر

/ 210 ب/ قلبي وطرفي اشتركا في دمي ... الجور من قلبي ومن ناظري

قلبي محتاج إلى قالب ... وناظري أيضًا إلى ناظر

في هجره أوثر قتلي عسى ... أخلص لكن بيد الهاجر

وأشتهي طرد همومي بكا ... سات عقار بيدي عاقر

صفراء لم تنزل بقلب امرئ ... بحادثات الهمِّ من صافر

فهاتها يا صاح واشرب ودع ... من لام يبغي صفقة الخاسر

ما طاعتي إلاَّ لمن أمره ... يطاع في النَّاهي وفي الآمر

وقال أيضًا يمدح كمال الدين أبا القاسم عمر بن العديم: [من المنسرح]

وأسمر صرت في هواه قمر ... لو قامر البدر بالجمال قمر

أهيف ترزي الغصون قامته ... بحسن التَّثنِّي إذ تثنى وخصر

قلوب عشَّاقه على خطر ... منه إذا ماس معجبًا أو خطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015