وشادن رأيته ... وحوله النَّاس زمر
كأنَّه البيت لمن ... حجَّ إليه واعتمر
فقلت هل أحدوثة ... تتلى عليكم أو تمر
فقيل لا بل عجب ... ننظر في الأرض قمر
فقلت لي فراسة ... إن صدقوا فهو عمر
وأنشدني القاضي الأمين الأجل، بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن الخشاب أيده الله تعالى –بحلب المحروسة قال: أنشدني عبد الرحمن بن النابلسي لنفسه مبدأ قصيدة يمدح بها الملك الظاهر غياث الدين –رحمه الله تعالى-
[من الرجز]
/ 205 أ/ جار عليه البين لمَّا حكما ... فلم يدع من نفسه إلاَّ الذِّما
وهكذا حكم الفراق دائمًا ... ما سئل الإنصاف إلاَّ ظلما
أحبابنا لا لذَّ طرفي بكرى ... إن كان مذ فارقتموه هوَّما
وإن رقت جفونه من بعدكم ... فلا جرت دموعه إلاَّ دما
أو نظرت إلى سواكم نظرة الـ ... ـمحبِّ عاث في ماقيها العمى
لا وهواكم ما السُّلو خاطر ... بخاطري وجلَّ [هذا] قسما
ولا حمى عن ناظريَّ نومها ... إلاّ كم يا ساكني روض الحمى
يا للهوى هل فيكم متيَّم ... يرحم منِّي عاشقًا متيَّما
ينشدُّ قلبي للغضا فإنَّه ... والصبر يوم البين منِّي عدما
واعجبًا طلَّ طلا الخيف دمي ... هيهات لو لم ينتظر تلك الدما
رنا من التُّرك غزال أغيد ... يصبي ويصمي إن رنا وإن رمى
يرمي سهامًا من فتور لحظه ... وراش من هدب الجفون الأسهما
حلو اللَّمى مرُّ الصُّدود والقلى ... أبيض يجلي الأسمر المقوَّما
لم أعص في حبِّي له صبابًة ... ولا أطيع ما حييت اللُّوَّما
بدر دجى من قبل سهمي لحظه ... لم تر عيني في هلال أنجما
/ 205 ب/ ولا ظننت قبل ما لثمته ... بأنَّ درًا حلَّ عذبًا شبما
منعم لو نسمت ريح الصَّبا ... وهنًا أذابت جسمه الممنعًّما