صفراء كلّلها فريد حبابها ... بتمائم من درِّه وفرائد
مسكيَّة النَّفحات تحسب نشرها ... أنفاس ما اشتملت عليه قلائدي
لم تدن من شفة امرئ إلاّ شفت ... همًا يدين لقربها بتباعد
فكأنَّها ويد المزاج تشجُّها ... نار تسعَّر بالزُّلال البارد
وكأنَّها والكأس محدقة بها ... ذهب مذاب في لجين بارد
/ 198 ب/ وقال أيضًا، وأنشدنيه عنه أبو الفتح نصر الله بن أبي العز ابن أبي طالب الشيباني الدمشقي، في سنة أربعين وستمائة، في المحرم: [من الكامل]
إشرب على الورد الجنيِّ مدامًة ... تجنيك أثمار المني صهباؤها
ذهبيَّة لهبيَّة لطفت فما ... في الكأس إلاَّ نورها وبهاؤها
نار ولكن في الكؤوس ضرامها ... شمس ولكن في النُّفوس ضياؤها
لا عيش غير صبوحها وغبوقها ... لا عمر إلاَّ صبحها ومساؤها
نهّابة لهمومنا وهَّابة ... أبدًا مسرَّات النُّفوس عطاؤها
ورد وورد مدامة تشفي الجوى ... حتم عليَّ ولاؤه وولاؤها
وقال غزلاً، وأنشدنيه أبو الفتح نصر الله بن أبي العزّ بن أبي طالب عنه:
[من الطويل]
/ 99 أ/ ومهزوزة الأعطاف أمَّا قوامها ... فرمح وأمَّا طرفها فحسام
حكت رشفات من لماها وأسكرت ... ولا غرو شهد ريقها ومدام
وصحَّت مرامي لحظها في قلوبنا ... وإن كان فيها فترة وسقام
أحلَّت دم العشَّاق وهو محرم ... فلم وصلها وهو الحلال حرام؟
وقال أيضًا: [من مجزوء الرجز]
وليلة قضيتها ... من اللَّيالي الغرِّ
يسَّر فيها من أحبـ ... ـب للوصال أمري
خريدة قد كحلت ... أجفانها بسحر
تبسم عن مثل الذي ... تقلَّدت في النَّحر
بيضاء صبح وصلها ... من مزَّق ليل الهجر