/ 196 ب/ وساحر المقلة في حبِّه ... عصيت لوَّامي والعذَّلا
ناديته لمّا أبى في الهوى ... إلاَّ صدودًا إذ نوى أو قلى
يا راجلاً بالكره عن ناظري ... تطيق عن قلبي أن ترحلا
وقال أيضًا: [من المديد]
وغزال بات معتنقي ... آنسًا بي غير ذي فرق
ظلت من وجد بزورته ... لاثمًا للخدِّ والعنق
والدُّجى من لون طرًّته ... قد تردَّى حلَّة الغسق
وهو والبدر المنير وقد ... تمَّ بدر التمِّ في نسق
فتخيَّلت الفراق فلم ... أستطع صبرًا ولم أطق
وجرى من أدمعي غدق ... فاض حتّى خاف من غرقي
وقال أيضًا، وأنشدنيه عنه أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن أبي طالب الصّفار الشيباني الدمشقي: [من مخلّع البسيط]
/ 197 أ/ أما وأجفانك المراض ... إنِّي بما ترتضيه راضي
كم فيك للحسن من معان ... ترتع منهنَّ في رياض
بسطت كفّي إليك أبغي ... حسنى فما زلت في انقباض
وسيف جفنيك من فتور ... فما له في القلوب ماضي؟
يا ماطلي في الهوى ديوني ... ما آن أن تحسن التَّقاضي
قد كنت في الحبِّ ذا انتصار ... لو أنَّ للعاشقين قاضي
وقال أيضًا، وأنشدنيه أبو الفتح عنه: [من السريع]
يا للهوى هل فيكم مسعد ... يقرضني الصَّبر فقد أعوزا
أصبحت من وجدي في مأتم ... قد خانني الصَّبر وعزَّ العزا
وما رزاني الدَّهر لكنَّه ... ريم من الرُّوم لقلبي غزا
وقال غزلاً: [من الطويل]
طبعت على دين الوفاء وشرعه ... فما شيمتي للغدر أن أتطبَّعا
فيا يوسفيَّ الحسن لم غصن قدِّك الر ... رطيب بوصل لا يرى قطُّ مونعا