ومنشر العدل في البريَّة فالظُّلـ ... ـم قد اغتال ذكره غول
ولابس العزِّ ذيل أنعمه الضَّا ... في على الخافقين مسدول
تحمل أمواله كرائمه ... وللنَّدى حامل ومحمول
إذا ملوك تكلَّفوا كرمًا ... فهو على المكرمات مجبول
يا طالب الرِّفد بابه فبه ... للمعتفي حظوة وتنويل
مل نحو ظلٍّ لكلِّ مفتقر ... مال إليه غنى وتمويل
مولي الأيادي مولى الملوك تقـ ... ـيِّ الدِّين لا خاب فيه تأميل
ملك له في عفاته نعم ... لها عليهم برد وتظليل
كماله في عداته نقم ... ترميهم طيرها الأبابيل
فجنَّة الخلد في رضاه لمن ... شاء وفي السُّخط منه سجّيل
حبر إذا سوجلت فضائله ... حار لها سائل ومسؤول
/ 192 ب/ ينطق فصل الخطاب واليقظ الـ ... ـمدرة عن الجواب مذهول
ويوسع الحلم والرَّضانة إذ ... حبل ثبير بالطَّيش موصول
خرق أقلُّ النَّوال من يده ... فيه لجود الغمام تبخيل
قرم إذا أغمد الظُّبا خور ... فعرفه كالقضاء مسلول
حيث لحدِّ العضب المهنَّد في ... خدِّ الشُّجاع الكميِّ تقبيل
يقدم في الرَّوع كالأتيِّ وللضَّـ ... ـرب بهام الكماة تنكيل
ساعة ذو الجأش دمعه طلق ... وعقله كاليدين معقول
فكم له وقفة على غرر ... لا ينقضي ذكرها وتحجيل
ورتبة ما استوى الأجل الحتـ ... ـم بها من يشاء مثكول
كان لدين الهدى بساحتها ... عزٌّ وللمشركين تذليل
أفرط فيما ينيل من كرم ... حتَّى النَّدى من يديه مملول
وجاز في البأس حدَّه فلذًا ... تحار في وصفه الأقاويل
فهارب لم يلذ بساحته ... لحم بناب الخطوب مأكول