رفقًا بجوهر جسم صبٍّ مغرم ... غادرته غرضًا كخصر ناحل

وجعلت أسهم مقلتيك وسيلة ... وذريعًة حتَّى أصبن مقاتلي

إن أنكرت عيناك قتلي في الهوى ... فبخدِّك القاني وضوح دلائلي

لكنَّ طرفك ناعس والشَّرع قد ... كفَّ القصاص عن النؤوم الغافل

لا تأخذوا بدمي فإنِّي عبده ... والحرَّ ليس لعبده بمماثل

/ 188 أ/ طرفي تسبَّب وهو ناشر قتلتي ... فلمن ألوم ولحظ طرفي قاتلي؟

وأنشدني الإمام عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الفقيه الشافعي الموصلي قال: أنشدني أبو الدر لنفسه ببغداد: [من الطويل]

خليليَّ لا والله ما جنَّ غاسق ... وأظلم إلاَّ جنَّ عاشق

أحبُّ سواد اللَّيل حبًا لشادن ... يواصلني ليلاً وصبحًا يفارق

إذا سمت قلبي الصَّبر زاد تشوُّقًا ... فقلبي مشوق واصطباري شائق

وما الصَّبر بالمشتاق عمَّن يحبُّه ... وإن ساءه منه خلائق لائق

بروحي من روحي تساق إذا حدا ... مطاياه حادي البين أو ساق سائق

مفارقة الأحباب لولاك لم يذب ... فؤاد ولا شابت لصبٍّ مفارق

أمنت الجوى والبين غبَّ فراقه ... فلست أبالي بعده من أفارق

وأنكحت أجفاني السُّهاد لبعده ... وقلت لنومي بعده أنت طالق

وأنشدني أبو القاسم التبريزي قال: أنشدني [أبو الدرّ] أيضًا: [من الهزج]

إذا ما ضحك الورد ... وماس البان والرَّند

/ 188 ب/ وعاد العود مخضرًا ... له من زهره برد

وأضحت ترقص الأشجا ... ر إذ أطيارها تشدو

فلي والرَّاح من راحـ ... ـة من هيَّمني ورد

هلال ماله في حسـ ... ــنه شبه ولاندُّ

إذا ما أعوز الرَّاح ... وعزَّ المسك والنَّدُّ

فلي من ريقه راح ... ومن نكهته ندُّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015