الخشاب الحلبي –أيده الله تعالى –بمنزله المعمور بحلب سنة أربع وثلاثين وستمائة قال: أنشدني الشريف أبو البركات العباس بن عبد الله الهاشمي لنفسه، وكتبها إلى السلطان الملك الظاهر، يطلب منه فروة: [من مجزوء الكامل]

يا أيها الملك الَّذي ... لابدَّ أن يرث الممالك

وأرى جميع الأرض في ... يده وليس له مشارك

/ 117 ب/ وأرى ملوك الأرض سا ... جدًة له عند الحوالك

مولاي إنَّ العبد قد ... أضحى بعيد نداك فاتك

فتراه طول نهاره ... أبدًا على الكانون بارك

فامنن عليه بفروة ... يحيا بها يا خير مالك

أولا فمرني أن أقرِّر ... موضعًا لي عند مالك

فبعث إليه فروة، فكتب إليه: [من مخلّع البسيط]

تخاصمت جثَّتي وراسي ... خصومًة طيَّرت نعاسي

وطال ما بينهم جدال ... بلا مراء ولا قياس

فقال رأسي علام تكسى ... وأغتدي اليوم غير كاسي؟

ولم حباك الغياث دوني ... وأنت يا هذه أساسي

بفروة لم يكن حباها ... الرَّشيد يومًا أبا نواس

ولا ابن حمدان كان يعطي ... لو اشتهاها أبو فراس

عطاء ملك جمِّ العطايا ... يصفع بالنَّعل ذا نواس

فنطقت جثَّتي وقالت ... مقال طبٍّ صعب المراس

/ 118 أ/ لولاي ما كنت أنت شيئًا ... يومي إليه بيننا الأناسي

وكنت كالرَّيم ليس إلاَّ ... ذقن كبير بِّين المقاس

الرّيم: يعني به رجلاً من أعيان حلب، كان يجعل الغين راء في كلامه، وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015