ونرعى عهودًا للنَّبيِّ أضاعها ... طوائف في بغض الوصيِّ وألحدوا

فيا ابن عُبيد الله يا من بحبِّهم ... نفوزُ غدًا يوم المعاد ونسعد

ويا أيُّها المجد الذي با مطلقًا ... عطاه وشكر النَّاس فيه مقيَّد

ويا من له في كلِّ أنملة ندى ... يفيض ونارٌ في الوغى تتوقَّد

ألست من القوم الذي بشرعهم ... تٌحلُّ أمور العالمين وتعقدُ؟

فعش ما أقام الفرقدان وما بكى ... غمامٌ وما ناح الحمام المغرّدُ

وقال فيه أيضًا يمدحه: [من الطويل]

/112 ب/ أفي كلِّ ربع دمع عينيك هامع ... وفي كلِّ جمع سرُّ قلبك ذائع؟

وفي أيِّما أرض حللت معرِّسًا ... أجدَّ لك الشَّوق الحمام السَّواجع؟

هواتف بالأسحار شجوًا كأنَّها ... نساءٌ تلبَّسن الحداد فواجع

تُذَّكرني بالجامعين وبابل ... مرابع عفَّتها الرِّياح الزِّعازع

فأسعدها بالنَّوح نوحًا وتارةً ... تتابعني في شدوها وأتابع

أنا الفلق إن عيَّ المقال فخاطب ... أنا السَّيف إن فلَّت ظباه فقاطع

وإنِّي إذا ما نابني الهمُّ والأسى ... وبتُّ تجافي جانبيّ المضاجع

جعلت وسادي كور عنساء جسرة ... جماليَّة لم يعلها الدَّهر فارع

مُخفَّفة نحو السُّرى بمناسبهم ... صلاب تشكَّى وقعهنَّ البلاقع

ويثلثنا قاض وقور وإنَّه ... جهول إذا ما استعقلته الوقائع

إذا كذبت صحف الخؤولة أظهرت ... معاطفه حكمًا به العمُّ قانع

صفا رونقًا حتّى كأنَّ لموعه ... تبسُّم مجد الدِّين حين يقارع

أبي جعفر نجل الميامين أحمد ... فتى حمده في البرِّ والبحر شائع

سليل رسول الله وابن وصيِّة ... عليِّ الَّذي تثنى عليه الأصابع

إمام أبان الدَّين بعد كمونه ... وأخبر بعد الكون ما الله صانع

/113 أ/ فهل بالغ مدح امرئ كلَّ قومه ... له مننٌ ما تنقضي وصنائع؟

مغاور إن شنَّت من الدّهر غارة ... مغاوث إن لم يعد في الأرض ضارع

تظلُّ سراحين الفلا لسيوفهم ... مصليّة حيث الرِّماح صوامع

فما ساجدٌ بالطَّعن بات وفوقه ... من الطُّلس إلّا أسحم اللون راكع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015