وعارضاه كمدبَّ النَّمل ... وحاجباه كقسيِّ النَّبل

وثغره كالدُّر في نظام ... وشعره كسدفة الظَّلام

فبتُّ في بعض اللَّيالي وحدي ... معانقًا في طول ليلي زندي

ونام مملوكي في الخزانة ... وكنت قد اريته الإهانة

/109 أ/ وبتُّ طول اللَّيل في وسواسي ... وفي سبيل الحبِّ ما أقاسي

حتى تبدَّى الصُّبح في المشارق ... واللَّيل لا يرثي لوجد العاشق

فقمت ولهانًا إلى الغلام ... أبلُّ من تقبيله أوامي

فحين أقبلت على دواجه ... مخالسًا أحذر من إزعاجه

وجدت في ثني اللِّحاف عبدا ... قد مدَّ من فوق الفراش مدّا

أسود في سواده تنقيط ... وقد علا من نومه الغطيط

فصحت لمَّا عاينت عيناي ... تبدل الأسود من مناي

وكاد أن يذهب منِّي عقلي ... وقلت هذا كلُّه من فعلي

وانتبهوا من كان في جواري ... واقبلت عصابة التُّجار

وأقبل الحارس بالسِّلاح ... قد ملاء الأقطار بالصِّياح

وقال ما شأنك يا مولاي ... ليس الزَّعيم فيهم سواي

فقلت قد أبدل لي غلام ... مثل النَّهار اغتاله الظَّلام

ولم يكن في سالف الأزمان ... عوائدي أرغب في السُّوادن

واعجبًا أين مضى الرُّوميُّ ... ونام في مكانه زنجيُّ؟ !

فأقبل الحارس كالضِّر غام ... مفكِّرًا في قصَّة الغلام

/109 ب/ ثمَّ دنا ورفع الإزارا ... وصاح عارًا يا تجار عادرًا

هذي البراغيث على الغلام ... لا خير في إجارة الطَّغام

وهذه أرجوزة وجيزه ... رائقة في نظمها عزيزه

نظمتها والغرض الإحماض ... والعقل تستخفُّه الأعراض

ولو تتبَّعت الخصال كلَّها ... لكان من طالعها قد ملَّها

وإنَّما التَّطويل والإكثار ... حاصله الملال والإضجار

والحمد للواهب جمع الشَّمل ... وملحقي عن كثب بأهلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015