أنشدني من شعره أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن أبي العافية البلنسي، وذكر لي أنَّه أدرك آخر أيامه، ولم يأخذ عنه شيئًا، وهو القائل: [من الكامل]

يا حسنه والحسن بعض صفاته ... والحسن موقوف على حركاته

بدر لو أنَّ البدر قيل له اقترح ... أبدًا لقال أكون من هالاته

/90 ب/ يعطي ارتياح الحسن غصنًا أملدًا ... حمل الصَّباح فكن من زهراته

والخال تنقط من صحيفة خدِّه ... ما خطَّ حبر الصُّدغ من نوناته

وإذا هلال الأفق قابل وجهه ... عاينته كالشمس في مرآته

ما زلت أخطب للزَّمان وصاله ... حتَّى دنا والبخل من عاداته

غفل الرَّقيب فنلت منه نظرة ... يا ليته لو دام في غفلاته

بتنا نشعشع والعفاف نديمنا ... خمرين من غزلي ومن كلماته

وضممته ضمَّ البخيل لماله ... أحنو عليه من جميع جهاته

حتّى إذا اعتلق الكرى بجفونه ... واشتدَّ في عضديَّ طوع سناته

عزم الغرام عليَّ في تقبيله ... فنفضت أيدي الطَّوع من عزماته

وأبي عفا في أن يقبِّل ثغره ... والقلب مطوي على جمراته

فاعجب لملتهب الجوانح غلَّة ... يشكو الظَّما والماء في لهواته

وأنشدني الوزير الصاحب أبو البركات المستوفي- أيده الله تعالى- قال: أنشدني أبو الروح عيسى بن محمد بن موسى الحميري التاكرني القرطبي قال: /91 أ/ أنشدني أبو بكر يزيد بن صقلاب المري الأندلسي قال: أنشدني صفوان بن إدريس لنفسه: [من السريع]

سلَّم إذ مرَّ بنا شادن ... يا ليته من لحظه سلَّما

وقبَّل الإصبع من نحوه ... كأنَّه يستر عنَّا الفما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015