نوب الأيَّام والأز ... مان لا تثلم حدِّي

لا ولا أصبحت في ضرِّ ... من الفقر أكدِّي

[218]

صدقة بن أبي ألبة بن أبي جعفر /85 ب/ بن ناصر بن أبي غالب بن حمزة بن أبي محمد، أبو الفضل الشيرازي.

شاب طويل مائل إلى السمرة.

أخبرني أنه ولد بشيراز سنة ست وثمانين وخمسمائة، وخرج عن بلده، وقدم مدينة السلام سنة عشر وستمائة، وأقام بالمدرسة النظامية، وصرف همته في طلب العلم، فتفقه على كمال الدين عبد الودود بن محمود بن المبارك البغدادي، القاضي أبي المناقب محمود بن أحمد بن بختيار الزنجاني، وقرأ على شراج الدين عمر بن مكي بن علي الخوزي علم الحكمة والأصولين، وسمع الحديث على أبي المكارم محمد بن عائد بن محمد الكرماني، وشهاب الدين أبي عبد الله عمر بن محمد السهروردي، وسمع عليه شيئًا من تصانيفه، ثم رحل عن بغداد، وورد الموصل بعد أن حج إلى بيت الله الحرام، وذلك في ربيع الأول سنة أحدى وعشرين وستمائة، فنزل بالمدرسة المولوية البدرية، ومدرسها يومئذ الشيخ العلامة كمال الدين أبو المعالي موسى بن يونس بن محمد بن منعة الموصلي، فأخذ عنه علمًا كثيرًا، وقرأ عليه علومًا شتى، [واستوطنها مدة طويلة، ثم سافر إلى بلاد الروم فسكن قونيا، فتوفي بها في جمادى الآخرة سنة] ...

/86 أ/ وهو إمام فاضل، عالم، كامل، مناظر أصولي، مباحث، جدلي، متفنن في كل علم، مقل من قول الشعر، لم يتعرض لنظمه إلا لغرض، ولم ينشدني من أشعاره شيئًا سوى هذه الأبيات: [من الكامل]

إن كنت تطلب للنجاة طريقة ... فتذَّكرن قول الحكيم الفاضل

خبر الرَّذيلة بالفضيلة مخلص ... أبدًا لجوهرك الشريف الكامل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015