من كان مقتسبًا نارًا فوجنته ... أو كان ملتمسًا درًا فمن فيه

دعا فؤادي فلبَّاه لشقوته ... لأنَّه ما رأى شيئًا يضاهيه

فحسن صبري فان من تذكره ... وحسنه دائم لا شيء يفنيه

أموت مما تلاقي مهجتي كمدًا ... لا أستطيع من الواشين أبديه

وأنشدني أبو الحجاج يوسف بن الخليل الدمشقي قال: أنشدني أبو عبد الله شيبان لنفسه: [من المجتث]

كفِّي عن الصد كفِّي ... ففي صدودك حتفي

وواصلي أو فجودي ... بنظرة منك تكفي

/82 ب/ يا من سبتني بقدِّ ... قد قدَّ قلبي وطرفي

وتيَّمتني بجيد ... ومعصم وبكفِّ

قد زدت في الحسن حتى ... جللت عن كلِّ وصف

بالله وقِّي لذلّي ... وسوء حالي وضعفي

وأنشدني قال: أنشدني أيضًا لنفسه: [من مجزوء الرجز]

أحببت ظبيًا حسنا ... شردَّ عنِّي الوسنا

حلو إذا مرَّ على أيك يحاكي الغصنا

مرمر عيش عاشق ... به المعنَّى افتتنا

دموعه منهلَّة ... وجسمه حلف الضَّنا

وأنشدني أبو الحجاج قال: أنشدني شيبان لنفسه: [من مجزوء الكامل]

لام العذول ولو درى ... من قد عشقت لأعذرا

ظبيًا غريرًا شادنًا ... صقل العوارض أحورا

وأنشدني أيضًا قال: أنشدني أبو عبد الله قوله: [من الطويل]

بلوتهم مذ كنت طفلًا فلم أجد ... كما أشتهي فيهم صديقًا وصاحبا

ولا ساترًا عيبًا إذا كنت حاضرًا ... ولا قائلًا خيرًا إذا كنت غائبًا

فصوبت رأيي في فراري منهم ... وشمَّرت أذيالي وامعنت هاربا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015