عليها من الرحمن في الروع جُنَّة ... ومن غير الدهر الخؤون زمام

وحين لقيت المشركين وظنُّهم ... بأنَّهم في الحرب ليس يضاموا

أدرت عليهم بالصَّوارم والقنا ... كؤوسًا لها مزج الدِّماء مدام

وغادرت فتح القدس للنَّاس آيةً ... ولم يكُ حتى الحشر قط يرام

تهنَّى به الإسلام شرقًا ومغربًا ... وصلَّى لديه العابدون وصاموا

ضمنت لربِّ العرش ملء جهنَّم ... من النَّاس فاقتل ما عليك أثام

وحين عفت سبل المكارم والنَّدى ... وأصبح حلُّ الجود وهو حرام

وقال ذوو الآمال عطِّل ذا الورى ... من الجود أم غال الكرام لئام؟

شرعت لهم سبلًا شواهدها النَّدى ... وأوردتهم بحر السَّماح فعاموا

لقد جدت حتى لم تجد قطُّ سائلًا ... وحاربت حتى ما يسل حسام

وأرهبت أهل الظُّلم حتى كأنَّما ... عليهم رقيبٌ منك حيث أقاموا

/80 ب/ كأنَّك في الملك ابن داود طاعة ... وفي العزم ذو القرنين ليس يرام

لك الفتح لمَّا كان للسُّدِّ قسمةٌ ... من الله إذ لاسبسب وأكام

لك الرزق فاقسم حيث شئت على الورى ... لك الأرض إمَّا اخترت فهي مقام

تكاد الحصون الشُّم تسعى محبَّة ... إليك وأرباب الحصون قيام

نهضت بأعباء الكتاب وإنَّه ... ليعجز عنه يذبل وشمام

سهرت لئلاَّ يسهر النَّاس إنَّه ... متى سهر الملك المعظَّم ناموا

لطاف بنو سام وحام ويافث ... بأروع فيَّاض نداه غمام

من النَّفر الغلب البهاليل في الوغي ... وفي السَّلم إن ضنَّ الغمام كرام

مطاعيم في اللأواء والعام أشهب ... مطاعين والجيش الخميس لهام

ومنها:

ولمَّا رأيت الخطب قد جدَّ جدُّه ... وقد مرَّ عام بالهموم وعام

وذلك لما انتاشني الدَّهر ما حوت ... يميني وقلَّ الأقربون ولاموا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015