ذراها تباري الرِّيح نحو مرامها ... فجذب البرى عما تروم براها

ولا تلوياها أن تحاول باللِّوى ... ديونًا لها بعد المزار لواها

ألم ترياها كالحنايا وفي السُّرى ... سهامًا ورام بالحنين رماها؟

أنشدني القاضي أبو الفتح منصور بن معالي بن منصور التدمري الشافعي قال:

أنشدني ساطع المعري- رحمه الله- هذه الأبيات، وذكر أنه عملها لما دخل حلب بعد موت السلطان الملك الظاهر- قدس الله روحه- وقد تغيرت الأحوال عن ما كان يعهد: [من الوافر]

قفا بي صاحبيَّ على الرُّبوع ... لترويها سحائب من دموعي

منازل طال ما كانت لعيني ... لياليها كأيَّام الرَّبيع

تصدَّع شعبها وغدت خلاء ... من القوم الألى شعبوا صدوعي

/68 ب/ فوالهفي عليها من بدور ... تعوَّضت الأفول من الطُّلوع

[وله في ابنة توفيت: [من الطويل]

جزى االه عني ... من فقدتها ... وإن وجدت وجدًا على فقدها نفسي

غير كفوٍ ... ... عروقي وعن نكس

.. ... .... إليه ولاذت بالكريهة والرمس

وقال القاضي ساطع بن أبي حصين: [من الطويل]

تذكر أيام التَّصابي وطيبها ... دعاني إلى حبِّ البياض ولبسه

وبيض أعدن البيض عنِّي شوامسا ... وشيب رمت ليل الشَّباب بشمسه

ورائعة العينين راعت بأحرف ... ... يمحو النَّفس كاتب طرسه

أعدَّت لعيني مغنم العيش مغرمًا ... وأيُّ نفيس لا يصاب بعنسه؟

ومن يومه أمسى إلى الموت مسلمًا ... فمن حقِّه يبكي على فقد نفسه]

وقال أيضًا ابتداء قصيدة أولها: [من الكامل]

طرقتك داعية الصَّبابة تهتف ... وهنا تنظِّم سجعها وتؤلِّف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015