الفرس، ومحاسن آثارهم. وكان شاعراً مطيلاً في قصائده يمدح أهل البيت- صلوات الله عليهم وسلامه- وكان من المغالين في مذهب الشيعة خالصاً في الولاء.

أنشدني أبو المجد أسعد بن إبراهيم الكاتب النشَّابيّ الإربليّ بها، قال: أنشدني يوسف بن مسعود بن بركة التليعفري لنفسه بنصيبين يمدح الملك الأشرف شاه أرمن مظفر الدين موسى بن أبي بكر بن أيوب- رحمه الله تعالى- حين صاهر أتابك نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آقسنقر- صاحب الموصل- على أخته من قصيدة: [من البسيط]

أدركت بالسَّعي والتَّوفيق منزلةً ... باتت تقصِّر عنها السَّبعة الشُّهب

ذا سعي من ليس يقفو إثره بشرٌ ... وعزم من ليس يثني عزمه سبب

تراسلت أنفس الأملاك فاتَّفقت ... تحت الصَّفيح وسرُّ الغيب محتجب

ما استعظم الملك في الأيَّام منزلةً ... ورتبةً تتدانى دونها الرُّتب

ولا رأت أعين العلياء أحسن من ... هذا القران الَّذي يسمو به الحسب

يومٌ غدا بين أيُّوب وأسرته ... وبين مودود فيه للعلا نسب

لو فاخر الدَّهر هذا اليوم في شرفٍ ... لأحجمت دونه الأعوام والحقب

لو أنَّ أيَّام هذا الدَّهر مالكةٌ ... نطقاً لكانت لهذا اليوم تنتسب

لا عذر فيه لباغي سؤددٍ وغنىً ... إذ ربُّه كيف لم يذهب به الطَّرب

وأنشدني أبو عبد الله محمد بن يوسف ولده، قال: أنشدني والدي لنفسه يمدح الملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي- رحمه الله تعالى-:

[من الطويل]

سقى جوَّ قنَّسرين شؤبوب مزنةٍ ... ربيعيَّة تكسوه عضباً يمانياً

وجاد قويقاً والعواصم عارضٌ ... يغادر ذاك الجوَّ بالنُّور حاليا

ملثٌّ إذا ما سيط بالبرق ذوده ... إذا ما ونى أو شلَّه الرَّعد حاديا

توقَّر في المسرى رويداً وكلَّما ... حذته جنوبٌ أو صباً سار وانيا

ومرَّ على قيعان منبج تائقاً ... ثقيل المطا واهي العرى متدانيا

فلمَّا تدانى بركه من نزاعه ... ولاحت له الشَّهباء أرخى العزاليا

فما زال يسقي صوبه سفح جوشنٍ ... إلى أن رأيت الهضب في الماء طافيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015