فقلت: عين شردت من يدي ... فجئت أقفو أثر العنس

عنساء كالبرس فهل فيكم ... من شام لي عنساء كالبرس

ولم أزل أخدعهم حيلةً ... أخشى على الفخِّ من الفقس

وصرت أحكي لهم ما جرى ... على بني الأصفر في المقس

وقتلة الغبس بأسياف من ... لم يبق في مصر على الغبس

وكان قصدي شرب فقصيَّةٍ ... ليست من التَّمر ولا الدِّبس

ما يقلع القلاع مع حذقه ... لطعمها الطَّيِّب من ضرسي

لله أيامٌ مضت طيبةً ... قضَّيتها بالشُّرب في الغرس

مع فتية سادوا على كلِّ من ... يكتب بالزِّنجار والنِّقس

إن خطرت بالطِّرس أقلامهم ... تواثب الجيش من الطِّرس

بسِّي من الصَّوم فقد هاضني ... صيامه يا سيِّدي بسِّي

فاشرب ومل نحو فتىً ودُّه ... قد شيد بالقرميد والكلس

وقال أيضاً فيه يمدحه من قصيدة أوّلها: [من الخفيف]

إسق بدر الدجى من الشَّمس كاساً ... واختلس غفلة الزَّمان اختلاساً

مع فتاة مثل القضيب إذا ما ... ل سحيراً من النَّسيم وماسا

كلَّما غازلتك أجفانها المر ... ضى من الغنج خلت فيها نعاساً

شابت الكأس من رضاب ثنايا ... ها فزادت من الرُّضاب شماساً

اسقنيها سلافةً عقد المز ... ج من الحبِّ حولها برجاساً

بنت كرمٍ كانت وما خلق اللـ ... ـه شهوراً من قبلها وأناساً

عصرتها يد الزَّمان فما ... تعرف قسّاً ولا رأت شمَّاساً

قهوةً عتِّقت بقطرَّبل الزَّو ... راء تنفي الهموم والوسواسا

رقصت في يد المدير وقد قلَّـ ... ـدها المزج في الزُّجااج قداساً

ألبستها الأيَّام ثوباً قابلت ... حقب الدَّهر والسّنون اللِّباسا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015