وقفنا وقد راق العتاب له ولي ... كأنَّا وقدد قابلته شكلتا نصب
تباكى دلالاً إذ بكيت صبابةً ... وأين دموع الحزن من أدمع العجب
/157 أ/ ورحنا وقد عانقته لوداعه ... كغصنين ذوا ذابل وند رطب
وقال في غلام مكسور الرجل [من مجزوء الرمل]
سادتي رجل حبيبي ... كسرها غير عجيب
كيف لا ينهمر البرديُّ ... من حمل الكثيب
وله في غلام يروّح: [من الرمل]
وغلام قلت إذ روَّحني ... عائدي لو شئت ما احتجت طبيبا
بعث الأرواح نحوي أربعًا ... كلُّها تحمل من ريَّه طيبا
بينما هبَّت دبورًا وصبًا ... لي إذ عادت شمالاً وجنوبا
وله في غلام محموم: [من المنسرح]
هزَّته حمَّاه فانثنى وصبا ... كما ثنى الغصن شمال وصبا
وباشرت منه بأنة ونقًا ... فماس لينًا وماج وأضطربا
ألقت عليه إكسيرها فغدا ... من بعد ما كان فضّة ذهبا
وقبَّلت للوداع كأس فمٍ ... منه فأهدت لخمرها حببا
وله في غلام هاجر: [من السريع]
/157 ب/ يا موسعي هجراً وبعداً وما ... أسلفني وصلاً وتقريبا
آخر ما قدَّمه غيره ... فقد أتى بالفعل مقلوبا
حتَّى غدا في حاله مثل وا ... والعطف لا توجب ترتيبا
وقال في غلام أطروش: [من الكامل]
وأصممَّ أصماني بأسهم لحظه ... ما إن تعي أذناه قول مخاطب
الغى الكلام فما عبارته سوى ... إيماء طرف أو إشارة حاجب
فكأنَّه يخشى نميمة كاشحٍ ... أو سعي واشٍ أو عتاب مراقب